عاد ملف المقبرة الجديدة بفرجيوة إلى الواجهة من جديد، بعد ظهور مستجدات أثارت استياء السكان، الذين يعيشون منذ سنوات معاناة حقيقية في دفن موتاهم نتيجة ضيق المقبرة الحالية وامتلائها بالكامل، رغم الوعود الرسمية المتكررة بحل هذا الإشكال الهيكلي.
وحسب ما أفاد به مواطنون للجريدة، فإن قطعة الأرض المصنفة ضمن المنطقة AU01 بمساحة تفوق 30 هكتار، والتي خصصت منها سابقًا مساحة 05.30 هكتار لإنجاز المقبرة الجديدة سنة 2015، قد أُدرجت مؤخرًا في جدول أعمال المداولة الخاصة بالمصادقة على مخطط شغل الأراضي. غير أنّ المفاجأة — حسب ذات المصدر — هي أن المخطط العمراني الذي أُعدّ حديثًا لم يتضمن إطلاقًا القطعة المخصصة للمقبرة، رغم وجود مراسلات وتقارير رسمية تؤكد تخصيصها لهذا الغرض منذ سنوات.
وأضاف المتحدث أن هذا التلاعب دفع كلًا من مدير أملاك الدولة و الأمين العام للولاية إلى التدخل وتأجيل المداولة، بعد اكتشاف غياب أرضية المقبرة من الوثيقة التقنية، وهو ما اعتبره المواطنون "إقصاءً غير مبرر" يفتح الباب أمام إعادة توجيه العقار نحو أغراض أخرى «كالعمارات والبنايات»، حسب تعبيرهم.
وحمّل سكان المنطقة بعض الجهات المحلية مسؤولية "تعطيل المشروع عمدًا"، مؤكدين أن البلدية – وفق ما ورد – رفضت الاقتراح الخاص بالمقبرة وتصرّ على توجيه القطعة لأغراض عمرانية، رغم حاجة المدينة الملحة لمساحة جديدة للدفن، في وقت أصبحت العائلات مضطرة لنقل موتاها نحو بلديات مجاورة.
وطالب ممثلو السكان والي الولاية بالتدخل العاجل لإعادة إدراج المقبرة ضمن المخطط العمراني الجديد، وإنهاء حالة التعطيل التي يعرفها هذا المشروع الحيوي منذ 2015، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن مطلبهم المشروع في تمكين المدينة من فضاء محترم ولائق لدفن موتاهم.
