شهدت الجزائر في السنوات الاخيرة نموا رهيبا في تشكيل الجمعيات بمختلف الاسماء والتي في الحقيقة وحسب قانون الجمعيات فإن هاته الاخيرة هدفها وغرضها واحد وهو مساعدة المجتمع المدني في جميع السبل التي تعرقله في حياته .
ولكن ما نشاهده الآن والذي أصبح علنيا يعرفه العام والخاص ، الكبير والصغير ، الرجال والنساء ، هو تشكيل الجمعيات من أجل نوايا شخصية لا تخدم المجتمع المدني اطلاقا .
الجريدة المحلية ميلة قامت بالتحقيق في الأمر ووجدت ان معظم الجمعيات لاتقوم بواجبها الأساسي المبني عليه ، جمعيات تنشط على مستوى شخصي يسيرها أشخاص يعملون لمصلحتهم وحسب أذواقهم دون استشارة ومشاركة المجتمع والمحيطين بهم ، جمعيات أخرى تعمل من اجل ارضاء كفة واغضاب كفة اخرى لا لشيء سوى انهم يستعملون اختام الجمعية من اجل ممارسة اشياء توصلهم الى ما كانوا يصبون عليه وتصفية حسابات مع أشخاص لايمليون بتاتا لأفكارهم والسير معهم نحو المجهول ، جمعيات اخرى شكلت من أجل أعمال الخير ومساعدة الشباب ، لكن تجدهم في الحقيقة غائبين تماما عن هذا العمل سوى انهم يقومون بتنظيم دورات كروية كل عام والتي هي في الأصل ليست من صلاحياتهم وليسو حتى جمعية رياضية حتى يقومون بهذا النشاط الخارج عن قانون جمعيتهم . جمعيات اخرى تدعي انها تجمع الاموال واللباس والاكل والدواء من اجل مساعدة الناس والفقراء الذين هم بحاجة إلى هده الأشياء ولكن للأسف لقد رأينا ممارسات سلبية للغاية ، أشياء تعطى لغير مستحقيها وحسب المعرفة والجاه الذي يتميز به طالب الحاجة ، جمعيات تستعمل إسم الجمعية من أجل قضاء حاجاتهم الشخصية وتحصيل الاكتفاء الشخصي الذي كانوا يحتاجونه بعيدا عن تشكيلهم للجمعيات .
وفي النهاية وحتى لانظلم احد ، نؤكد انه وفي المقابل هناك جمعيات تقوم بواجبها وأكثر من ذلك بغية هدف وغاية وحيدة هي إرضاء الله وإرضاء ضمائرهم وتوفير ما يحتاجه الفقراء والمساكين وطالبي الحاجة ، جمعيات تجعل من هاته الاخيرة حقا رابط وصل بين البؤساء والمسؤولين المحليين من اجل التطلع إليهم ومساعدة الدولة لهم في جميع الميادين ، هاته الجمعيات والتي نرفع القبة لهم تحية وإجلالا بينما في نفس الوقت نطالب الدولة التحرك عاجلا واكثر من أي وقت مضى من أجل التحقيق ومعاقبة كل من تخول له نفسه ان يمارس أفعالا خارجة عن نطاق الجمعيات التي تتخذها الدولة زخرا وعونا لها من أجل تحقيق التنمية في جميع الميادين .