تعيش بلدية وادي النجاء بولاية ميلة على وقع جملة من المشاكل التنموية والاجتماعية التي لا تزال تؤرق سكانها منذ سنوات، في ظل تأخر إنجاز مشاريع حيوية وغياب حلول عملية لواقع يومي يزداد تعقيدًا.
من أبرز الانشغالات التي يرفعها المواطنون، استمرار احتلال الأرصفة والتوسع العشوائي لبعض التجار، إلى جانب الاستحواذ غير القانوني على الأراضي، ما فتح باب التذمر وسط السكان الذين يرون في ذلك تعديًا صارخًا على أملاك الدولة.
أما ملف المستشفى 60 سرير، الذي كان من المنتظر أن يكون متنفسًا صحيًا للمنطقة، فقد غاب عنه الحديث ، تاركًا المرضى أمام خيار التنقل نحو بلديات ودوائر أخرى لتلقي العلاج. في المقابل، يعاني القطاع الخدماتي أيضًا من نقص المرافق البريدية، حيث يطالب السكان بإنجاز مركز بريدي ثانٍ لتخفيف الضغط الكبير.
محطة الحافلات بدورها تحولت إلى فضاء للفوضى، بعد أن استغلتها خطوط خارجية بدلًا من أبناء المنطقة، في وقت تعيش فيه حركة النقل داخل البلدية ارتباكًا متواصلًا. وزاد الطين بلة مشهد الطوابير الطويلة أمام مركز الضرائب الجديد بسبب غياب تنظيم مواقف للسيارات، إذ يضطر المواطنون لركن مركباتهم في الطريق، ما يضاعف من الاختناق المروري.
الجانب التجاري لم يسلم هو الآخر من التعثر، إذ لا تزال سوقان للخضر والفواكه مغلقتين منذ أكثر من عشر سنوات، فيما تفتقر البلدية إلى سوق أسبوعي منظم وسوق لبيع السيارات، وهو ما يدفع بالنشاط التجاري إلى الانتشار الفوضوي على قارعة الطرقات.
أما عن البنية التحتية، فإن غياب طرق اجتنابية فاقم من أزمة المرور عند مداخل البلدية ومخارجها، خاصة على الطريق الذي يربط وادي النجاء ببلدية أحمد راشدي، حيث يشتكي مستعملوه من انسدادات يومية متكررة.
ويضاف إلى ذلك ملف العقار الصناعي، الذي بقي مغلقًا ويراوِح مكانه، محرومًا البلدية من فرص استثمارية ومشاريع اقتصادية كان من شأنها توفير مناصب شغل وتقليص البطالة.
وفي المجال الاجتماعي، لا يزال ملف السكن يشكل هاجسًا يؤرق يوميات المواطنين، في ظل الطلبات المتزايدة وحتى الحصص الجديدة غير قادرة على الاستجابة لانشغالات العائلات التي تنتظر منذ سنوات.
أما في المجال الرياضي، فتسجّل البلدية نقصًا حادًا في الملاعب الجوارية، إذ لا يتجاوز عددها اثنين فقط، في حالة متدهورة رغم أنهما خضعا للتهيئة منذ فترة قصيرة، مع بروز ظاهرة انتشار القمامة بمحاذاة ملعب بوالطوط، ما شوه صورته وحرم الشباب من فضاء نظيف لممارسة الرياضة. كما يُضاف إلى ذلك غياب مسبح بلدي، وهو ما حرم الأطفال والشباب من مرفق ترفيهي ورياضي أساسي.
ولا يمكن إغفال معضلة البطالة التي تطال شريحة واسعة من الشباب، وسط مطالب بفتح آفاق استثمارية حقيقية ومشاريع تنموية توفر مناصب شغل وتعيد الأمل.
تعليقات
إرسال تعليق